انهار الجنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

انهار الجنة

احبائى انه منتدى السحر و الجمال منتدى عالم الامنيات لا تترددو فى دخول منتدى انهار الجنة و اخبرو اصدقائكم بهذا المنتدى الرائع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حكايات “ألف ليلة وليلة” فرعونية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 1017
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 26/08/2008

حكايات “ألف ليلة وليلة” فرعونية Empty
مُساهمةموضوع: حكايات “ألف ليلة وليلة” فرعونية   حكايات “ألف ليلة وليلة” فرعونية I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 04, 2008 1:37 pm

يؤكد علماء المصريات أن مصر فجر الضمير الإنساني، ويقرون بأن المصريين كانوا يمتلكون ضميرا حيا، لم تعرفه الدنيا، في العالم القديم، وما نعنيه بالضمير هنا فكرة المصري عن الحق والباطل والخير والشر. ويؤكد العلماء أسبقية مصر على شعوب العالم في ابتكار الحكاية الشعبية، وصياغتها صياغة فنية مبتكرة ممتعة، وتحليلها تحليلا نفسيا مناسبا، فقد كانت تقص على سامعها للتمتع بها والاستفادة من حكمتها، فلم تكن تفسيرا لبعض المظاهر الكونية.







في هذا الصدد أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب “سلسلة مصريات” وفي عددها الثاني ترجمة لكتاب جاستون ماسبيرو “حكايات شعبية فرعونية” ترجمته إلى العربية فاطمة عبدالله محمود، وراجعه وقدم له د. محمود ماهر طه.



ويرجع تاريخ تدوين الحكايات التي وصلت إلينا إلى ما بعد الدولة القديمة، وخاصة عندما جاءت الأسرة الثانية عشرة، واستمر حب المصريين للحكاية الشعبية إلى آخر عصور الحضارة الفرعونية، بل امتد إلى العصر اليوناني الروماني، ولا شك أن الأدب القصصي الشعبي نبت في التربة المصرية لأنه يضرب بأعراقه إلى ما قبل ظهور الكتابة.



ويقول د. محمود ماهر طه: “لا غرابة في أن تنمو الحكايات الشعبية بين قوم تخطوا طور الهمجية وأصبحت لهم مشاعر تحتاج إلى تغذية وهي إن لم تأتهم عن طريق القراءة لا تبعد عليهم عن طريق السمع والرواية، فالإبداع المصري يضم حكايات شعبية عديدة تشكل أدبا حقيقيا يشهد على أقدم حضارة فكرية في حياة البشر”.



ويوضح د. طه أن الحضارة المصرية القديمة بقيت ماثلة في خيال الإنسان منذ أقدم العصور حتى الآن، فها هو “هوميروس” يشير في “الإلياذة” إلى مدينة طيبة ذات الأبواب المائة التي ينطلق من كل باب منها 200 محارب بخيولهم ومركباتهم، كما استوحى في “الأوديسة” قصة الملاح الغريق من قصة “سنوهي” التي يعتبرها علماء المصريات أقدم قصة قصيرة في العالم، وهناك أواصر وثيقة تربط بين الحضارات الشعبية المصرية وبين قصص عديدة في الآداب اللاحقة مثل قصة “حي بين يقظان” و”سندباد” و”ألف ليلة وليلة” و”كليلة ودمنة” و”روبنسون كروزو” و”حكايات لافونتين” وغيرها.



ومن الحكايات الشعبية كما يقول د. طه نعرف أنه كان للمصريين فلسفة سياسية مشابهة إلى حد كبير لفكرة العقد الاجتماعي التي طورها فلاسفة الغرب في القرنين السابع عشر والثامن عشر، فهي تقوم على أن الوظيفة الجوهرية للحكومة التي يترأسها الفرعون إقامة العدل، وتظهر تلك الفلسفة بوضوح في حكاية “الفلاح الفصيح” التي وقعت أحداثها خلال الأسرة العاشرة، وتعد من روائع القصص الشعبي في مصر القديمة.



تروي الحكاية رحلة فلاح بسيط من وادي النطرون حمل محصوله على حماره، واتجه إلى اهناسيا عاصمة البلاد آنذاك ليبيعه غير أن أحد كبار الموظفين اعترض طريقه، واستولى على حماره ومحصوله وأوسعه ضربا، فذهب الفلاح لتقديم شكواه إلى كبير أمناء القصر الملكي، وتعددت شكاواه المليئة بعبارات الحكمة والشجاعة دون جدوى، إلى أن سمعها الملك، حتى أبدى إعجابه الشديد بها وطلب من كبير أمناء القصر ألا يستجيب سريعا إلى مظلمة الفلاح حتى يكتب المزيد منها فبلغت الشكاوى تسعا إلى أن استبد اليأس به وهدد بالانتحار، وعندئذ أمر الملك بأن ترد للفلاح ثروته ويعاقب المعتدي عقابا رادعا.



وترجع أهمية هذا الكتاب إلى أنه يعد أول نموذج واضح وسليم لترجمة هذه النماذج الأدبية للحكايات الشعبية في مصر القديمة، وكتب في عصر قريب من بداية اكتشاف سر الكتابة الهيروغليفية في القرن التاسع عشر، وذلك يدل على عبقرية “جاستون ماسبيرو” وهو اسم ليس بغريب على المصريين، وأطلق اسمه على الشارع الكائن به مبنى الإذاعة والتلفزيون.



وماسبيرو هو ابن مهاجرين سياسيين إيطاليين إلى فرنسا وأظهر منذ وقت مبكر مواهب استثنائية وقام وحده بدراسة الآثار المصرية المحفوظة في متحف اللوفر ونقوش المسلة المصرية بميدان الكونكورد، وفكر علماء “الكوليج دي فرانس” في أن يشغل ماسبيرو كرسي علم المصريات بها، لكن بما أنه صغير السن قرروا الاكتفاء بمنحه لقب أستاذ مساعد لمدة يومين، وكان يعرف اللغة العربية جيدا، لكنه لم يذهب إلى مصر إلا حين سنحت الفرصة بمرض “مارييت” مدير مصلحة الآثار المصرية ومؤسسها.



ووصل ماسبيرو إلى مصر لأول مرة في الخامس من يناير/كانون الثاني عام ،1881 قبل وفاة مارييت بثلاثة عشر يوما فأتيحت له الفرصة ليتولى منصب مدير مصلحة الآثار المصرية، وكان عمره آنذاك 34 عاما، ومنذ وصوله إلى القاهرة كان مهتما بشكل واضح بدراسة “متون الأهرام” وقام بالكشف عن هذه المتون منقوشة على الجدران الداخلية لخمسة أهرامات جنوب سقارة، وارتبط نشاطه بشكل واضح بالكشف عن سرقة خبيئة المومياوات الملكية بالدير البحري، وتضافرت جهوده مع العالم المصري أحمد بك كمال في نقل هذه المومياوات إلى المتحف المصري بالقاهرة.



ويذكر المؤلف (ماسبيرو) في مقدمته أن الاكتشاف الذي تم في العام 1852 لنمط من الروايات الوجيزة المصرية، المشابهة لقصص “ألف ليلة وليلة” كان بمثابة مفاجأة حقيقية لمعظم علماء أوروبا، واعتقد البعض أنه سوف يعثر بالبرديات على بعض التراتيل الموجهة للآلهة أو أشعار تاريخية أو كتابات سحرية أو علمية، وربما بعض مراسلات الأعمال، أي بالأحرى آداب رسمية أو جادة.



ويؤكد ماسبيرو أنه بعد دراسة هذه القصص والحكايات تثار عدة تساؤلات: هل نبعت هذه الحكايات من أعماق مصر ذاتها أم عساها مصر قد استعارتها من شعوب مجاورة عرفتها من قبلها؟



ويقارن ماسبيرو بين “قصة الأخوين” الفرعونية وقصص أخرى شبيهة في التراث الإغريقي والعبري، وقصة أخرى مأخوذة من “ألف ليلة وليلة” عن الأمير “قمر الزمان” و”الأميرة بدور”، إلى أن يقول: “ترى هل يكفي أن نصرح بأن مصدر هذه القصص مصر أو بلاد أخرى؟ عموما هناك نقطة ما لا تقبل حاليا جدالا أو شكا: إن الترجمة المصرية هي الأكثر قدما ضمن ما نملكه، حيث وصلت إلينا فعلا بواسطة مخطوط يرجع إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد أي قبل سنوات مديدة من الوقت الذي بدأنا فيه التعرف الى آثار الآخرين”.



وبعد عرض أكثر من قصة تشترك مع التراث الشعبي الفرعوني يصل ماسبيرو إلى خلاصة مفادها أنه “يتحتم اعتبار مصر إن لم تكن بمثابة أحد بلاد المنشأ للقصص الشعبية فهي على الأقل تعد من البلاد التي تطبعت وتجنست فيها هذه القصص منذ أكثر الأزمنة قدما حيث اتخذت شكلا أدبيا فعليا”.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://3alm.elgory.net
 
حكايات “ألف ليلة وليلة” فرعونية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
انهار الجنة :: حكايات مصرية فرعونيه-
انتقل الى: