قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا"
صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
ونقصد بخلق ( التبشير): التخلق بالصفات التي تستدعي الاستئناس والارتياح والتحبب وبث الأمل في القلوب، والبعد عن أساليب (التنفير) ودواعي الانقباض .. حتى في التخويف من الله والترهيب من النار.
ومن حكمته صلى الله أنه استعمل أساليب التبشير في إيقاظ الهمم والتنشيط للطاعة، ومن ذلك قوله: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة" (صحيح سنن ابن ماجة) وصلى العشاء مرة بأصحابه، وقبل أن ينصرفوا قال لهم: "على رسلكم أبشروا إن من نعمة الله عليكم أنه ليس أحد من الناس يصلي هذه الساعة غيركم" (البخاري) قال أبو موسى الأشعري: فرجعنا ففرحنا بما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويحتاج الإنسان في حالات الاضطراب إلى التبشير بما يزيل عنه دواعي الاضطراب، فبعد نزول الوحي على رسول صلى الله عليه وسلم ذكر لخديجة رضي الله عنها ما جرى له، وأخبرها بخوفه على نفسه من هذه الظاهرة الجديدة، فبشرته بأن له من سابقة الخير ما يستبعد معها مكافأة بمكروه، فقالت: "كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبداً، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق" وكان هذا شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمته ليزيل عنها دواعي القلق على مستقبل هذا الدين: "بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض". (روا الإمام أحمد وصححه الألباني).
--------------------