تسمّر أمام الشاشة ينتظر صافرة الحكم أن تعلن بداية المباراة, الحماس يملأ قلبه, والتفكير بالفوز مسيطر على عقله.. نفسه مملوءة ثقةً بالفوز, كان في تلك اللحظة مستعداً لتقبل أي خبر سوى خبر الهزيمة, مستعداً للتفكير بأي أمر سيء عدا الخسارة, كيف لا؟! وهذه المباراة النهائية في الدوري.
مرّ الشوط الأول بسلام؛ لم تهتز شباك فريقه بأي كرة من المنافس, اطمأنت نفسه وهدأ قلبه نوعاً ما, لكن لا يزال الحماس موفور, والأعصاب مشدودة؛ فلقد بقي من المباراة نصفه, ولا يُدرى ما سيكون في نصفها.
في الفاصل بين الشوطين, استرخى قليلاً وتناول كوباً من القهوة. اقترب وقت بداية الشوط الثاني فتسمّرت عيناه على الشاشة, أعلن الحكم بداية الشوط الثاني، وعادت الأعصاب مشدودة كما في الشوط الأول.
الكرة بين أقدام لاعبي الفريق الخصم تقترب من مرمى فريقه و..., صوت تحطيم مزهرية ولطم خد وصياح طفل, دخلت الكرة المرمى وخرجت الدموع من المآقي...
هجمة لصالح فريقه تقترب من مرمى الخصم, ويقترب هو من جهاز التلفاز, وتخرج الكرة خارج الملعب, ويصاب بخيبة أمل كبيرة.
وتتوالى هجمات فريقه وكلها تضيع ويضيع عقله معها.
لاعبوا الخصم يحصلون على الكرة, يركضون تجاه مرمى فريقه, وينتصب واقفاً.. الكرة تقترب شيئاً فشيئاً، وتستقر داخل الشباك محدثة هزة له, واهتزازات للتلفاز بسبب ارتطامه بيديه.
ضربات يدين تسقط متوالية على التلفاز تكاد تحيله إلى حطام.
تجري أحداث المباراة بأخذ وعطاء, وفي الدقائق الأخيرة يحصل لاعبوا الخصم الكرة مرة أخرى, وينطلقون نحو مرمى فريقه, يقتربون ويسددها أحدهم لتستقر في وسط المرمى لتسجل كهدف ثالث لخصمه.
لطم خدّيه, صفع ابنه بجانبه, وألقى بجواله بعيداً ليرتطم بالجدار ويهبط إلى الأرض أشلاء متناثرة.
تنطلق صافرة الحكم معلنة نهاية المباراة لصالح الفريق الخصم, وتنقطع أعصابه من كثرة الشد, ويكون شكله أشبه بطفل فقد أمه أو كتاجر خسر ماله.
جماهير وأنصار الفريق المنافس يرفعون الكأس فرح , فيما كانت زوجته تلتقط بقايا مزهرية محطمة وبجوارها جثة ملقاة على الكنبة خاثرة, صاحبها على وجهه أمارات الهزيمة وعلامات الخسارة.
منقول