قبل نحو أسبوع فقط من لقاءهما الهام والمرتقب علي ملعب القاهرة الدولي في ختام مباريات المجموعة الثالثة لتصفيات كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010 أصبح هاجس الإصابات والخوف من غياب بعض الأوراق الرابحة في هذا الطرف أو ذاك أخطر ما يواجه المديرين الفنيين للمنتخبين العربيين.
منتخب مصر بقيادة حسن شحاتة عاد من مدينة شيليلامبومبي الزامبية بفوز غال علي تماسيح زامبيا في الجولة الخامسة في العاشر من أكتوبر الماضي ولكنه فقد ركنا أساسيا في تشكيلته الدفاعية بغياب مدافع الأهلي وائل جمعة بعد أن أشهر الحكم التوجولي كوكو دجاوبي الورقة الصفراء الثانية له في هذه التصفيات ليفقد "المعلم" النجم الوحيد الذي لم يغب ولو للحظة عن المباريات 11 التي خاضها الفريق في التصفيات الحالية.
علي الجانب الأخر لم يكن قلب "الخضر" لتأخرهم علي ملعب مصطفي تشاكر بمدينة البليدة بهدف إلي الفوز بثلاثية هو المكسب الوحيد لهم من اللقاء بل كان تفادي عشرة من نجوم الفريق للإنذار من الحكم الغيني يعقوب كيتا يحرمهم من لعب اللقاء المصيري ضد مصر لا يقل أهمية عند "الشيخ" سعدان الذي يحتاج كل أوراقة من أجل الصمود وعدم قبول هدفين في مرمي الحارس جاواوي يقودوه إلي مباراة فاصلة غير محمودة العواقب أو تلقي خسارة بفارق ثلاثة أهداف كما حدث مع عبد الغني الجداوي عام 2001 تحرمه من تحقيق حلمة الشخصي من جانب وحلم ملايين الأنصار من جانب أخر.
http://www.yallakora.com/Wallpaper/thumb/Egyptthumb.jpgمعسكر منتخب "الساجدين" الذي بدء في أواخر أكتوبر الماضي بعد انتهاء الجولة الثامنة للدوري المحلي في مدينة القاهرة ثم انتقل إلي أقصي الجنوب بمدينة أسوان علي الحدود السودانية دون الرباعي المحترف ( زيدان – شوقي – السقا – عبدربه ) ضم لأول مرة منذ فترة كبيرة مهاجم الأهلي عماد متعب الذي تعافي من الإصابة التي لحقت به مع نادية السابق إتحاد جدة السعودي في دوري أبطال أسيا الموسم الماضي، وجاء إعلان اسم مهاجم بورسيا درتموند محمد زيدان ضمن القائمة ليؤكد أن المدير الفني لأبطال أفريقيا يريد استغلال هذين النجمين مع زميليهما عمرو زكي مهاجم الزمالك العائد من الدوري الإنجليزي و هداف الفريق و نجمه الأول محمد أبوتريكة من اجل تحقيق الفوز المنتظر.
الخبر السيئ الذي جاء من دولة الإمارات بإصابة أحد ركائز الوسط حسني عبدربه في لقاء فريقه – الأهلي – مع فريق الشارقة ضمن الدوري الإماراتي أصاب الجهاز الفني بخيبة أمل لأن عبد ربه الذي فاز بلقب أفضل لاعب في كأس الأمم الأخيرة بغانا و كان صاحب هدف الفوز علي زامبيا في لقاء الجولة الجولة الخامسة بملعب كونكولا يعتبر الورقة الأهم في وسط المنتخب المصري سواء في الجانب الدفاعي أو في الجانب الهجومي بتسديداته البعيدة، وما يخفف من صدمة إصابة هذا النجم هو عزيمته الكبيرة و تصميمه علي اللحاق باللقاء الهام كما من ناحية ووجود بدائل له تتمثل في قائد الفريق أحمد حسن ومحمد شوقي لاعب ميدلزبره الإنجليزي من ناحية أخري.
المدرب الخبير رابح سعدان أعلن بدورة تشكيلته لهذا اللقاء التي ضمت غالبية كبيرة تلعب في الدوريات الأوربية وهو ما أجل بدء المعسكر الذي تقرر بإيطاليا إلي ما بعد انتهاء مباريات هؤلاء النجوم في دوريات إنجلترا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان والبرتغال واسكتلندا أيام السبت والأحد والاثنين المشكلة التي تؤرق الجهاز الفني لمحاربي الصحراء تمثلت في عديد الإصابات التي تعرض لها أكثر من نجم في الحصص التدريبية لأنديتهم سواء تعلق الأمر بصخرة دفاع رينجرز مجيد بوقرة أو زميله في الخط الخلفي عنتر يحيي مدافع بوخوم الألماني أو ثلاثي الوسط كريم زياني لاعب فولفسبورج الألماني ومراد مغني لاعب لاتسيو روما الإيطالي أو القائد يزيد منصوري لاعب لوريان الفرنسي أو المهاجم ياسين بزاز لاعب ستراسبورج الفرنسي.
الواقع يقول أن غياب هذه العناصر سيكون مؤثرا جداً سواء كان الحديث عن قلبي الدفاع بوقرة و يحيي اللذين لعبا معظم مباريات التصفيات أو نجوم الوسط زياني العقل المفكر للفريق ومنصوري صاحب المجهود الكبير وكذلك مغني الذي عرف طريقة للتشكيل الأساسي رغم أنه من العناصر التي لم تبدأ مع الفريق منذ بداية رحلة التصفيات في مارس من العام الماضي.
غياب المصابين أو حتى لعبهم اللقاء في غير صالح المنتخبين و ذلك لأن عدم تعافيهم من الإصابة يدفع الجهاز الفني لإشراك لاعب بديل ليس علي مستوي اللاعب الأساسي ولعبهم وهم غير كاملي اللياقة يضعف من مردود هم وقد يخسر فريقهم تغييرا اضطراريا مبكر يخلط أوراق المدير الفني لو سارت النتيجة في غير صالح فريقه وكلنا شاهد كيف كان النجم الإيفواري الكبير الحبيب كلو توريه نقطة ضعف واضحة في منتخب "الأفيال" أمام مصر في نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية بغانا العام الماضي لأنه كان عائد لتوه من إصابة وكيف استغل نجوم مصر الثغرة الدفاعية للمدافع الكبير وزاروا شباك فريقه برباعية قبل أن يستغلوا غياب المدافع الكاميروني أندريه بيكي لطرده في لقاء نصف النهائي مع غانا في المباراة النهائية وإشراك المدرب الألماني أتوفيستر لزميله بيل تشاتو في مركز قلب الدفاع بجوار القائد سونج وكيف استغل زيدان هذا الثغرة ليضغط علي سونج ويمرر لأبوتريكة في ظل غياب تشاتو ليحرز هدف التتويج في مرمي الحارس كاميني في العاشر من فبراير 2008 علي ملعب أوهيني دجان في العاصمة أكرا.
وإذا كان إيقاف الدوري المصري لفترة طويلة من أجل إفساح المجال أمام المنتخب للاستعداد المكثف للقاء الكبير له أثار سلبية تتمثل في افتقاد الفريق للياقة المباريات لفترة ليست قصيرة فإن لقاء منتخب تنزانيا الذي أنهاه منتخب مصر بخماسية مقابل هدف والتركيز الشديد والأهمية الكبيرة التي يعطيها الفريق للقاء ناهيك عن تجنب الإصابات نتيجة الاحتكاك القوي في مباريات الدوري المصري المشتعلة هذا الموسم كلها أمور تصب في مصلحة أصحاب الأرض في هذا اللقاء العربي الكبير.
ما سبق يؤكده كم الإصابات التي تعرض لها أكثر من لاعب من المنتخب الجزائري مع أنديتهم الأوربية منذ أواخر أكتوبر الماضي وفرضية زيادة حصيلة الإصابات في لقاءات هؤلاء اللاعبون مع أنديتهم في المباريات التي يشارك معظمهم فيها بداية الأسبوع الحالي وإن كان شعور "محاربي الصحراء" بقيمة وأهمية لقاء القاهرة لن يدفع المصابون منهم لتعجيل اللعب مع أنديتهم خلالها وتوخي الحذر في الكرات المشتركة مع الخصوم حتى يضمنوا المشاركة في الحدث الأهم وفي كل الأحوال يبقي عامل المشاركة في المباريات هام جداَ لإعطاء هؤلاء النجوم أفضل فرصة الجاهزية واكتساب اللياقة الفنية والبد نية قبل هذا اللقاء.
في الأخير تبقي عودة متعب و زيدان في هذا التوقيت بالذات أهم إيجابيات في منتخب زملاء أبوتريكة الذين يحتاجون للفوز بفارق ثلاثة أهداف لقطع تذكرة التأهل مباشرة أو الفوز بفارق هدفين للعب لقاء فاصل علي ملعب محايد يكفي الفوز به بأي نتيجة لتحقيق حلم الملايين ورغم أن الغياب المؤكد لجمعة والمحتمل لعبد ربه قد يعده البعض غير هام علي أساس أن المنتخب المصري سيلعب مباراة هجومية إلا أن هؤلاء لا يعرفون أن تلقي شباك الحضري لهدف سيجعل المهمة تزداد صعوبة.
أما زملاء زياني فقد يسبب الغياب المحتمل لأياً من قلبي الدفاع بوقرة ويحيي أو كليهما ضربة كبيرة لتشكيلة رابح سعدان ورغم وجود مدافع وفاق سطيف عبدالقادر العيفاوي كورقة بديلة في مركز قلب الدفاع إلا أنه لن يكون في مستوي النجمين الكبيرين في المنتخب الذي يملك عملياً أكثر من فرصة لمواصلة الصدارة منها الفوز بأي نتيجة أو التعادل أو حتى الخسارة بفارق هدف.