عباس محمود العقادعملاق الادب
" كان رجلا واسع الاطلاع قوى الشخصية عنيد الرأى الشاعرية واضح البيان رائع الاسلوب متعدد الجوانب صادق مقلا على الحياة ذائع الصيت بحر من الثقافة موسوعى المعرفة والثقافة مقاتل عنيد فى كل معاركة الادبية والسياسية ...."
ولد((عباس محمود العقاد)) فى الثامن والعاشرين من يونيوعام 1889م، وكان والده يعمل أمينا للمحفوظات بأسوان،وكان((عباس)) ثالث أحد عشرمن أبناء أبيه من ثلاث زوجات،وكان والد((العقاد)) شديدا فى تربية لأبنائه منذ طفولتهم،وقد كان لهذا التنشاة دورهافى ذلك الوقار المبكر الذى لازم العقاد طوال حياته،وفى اختلافه عن زملائه، وفىالانطوالية
والخجل اللذين كأنا من سمات((العقاد))واللذين عوضهما
فيما بعد باعتزازه الشديد بنفسه.
لم ينل((العقاد)) شهادات سوى الشهادة الابتدائية،ثم انكب على الكتب الأدب يقرأها،فهو رجل عصامى ، كون ثقافته بنفسه وحدد
موقفه الفكرية والسياسية بجرأة،وكان مثالأ يحتذى به.
عمل ((العقاد)) فى وظائف حكومية كثيرة ولكنه استقال
من وظيفته بمحض اختياره، فكان أول مصرى يستقل
من الوظيفة الميرى.
وفى عام 1905م و((العقاد)) فى السادسةعشر من عمره
ذهب الى القاهرة،وبدأ فى مقابلة الأعلام،فالتقى فى تلك السنة
ب((يعقوب صروف))،و((جورجى زيدان))،و((محمدفريد ))
الزعيم الوطنىوبدأت مقالاته تظهرعلى صفحات((اللواء)).
قرأ((العقاد))فى حياته مايقرب من60ألف كتاب،وكتب مايقرب من5900 مقال،هذا فضلا عن تأليف العديد من الكتب فىالاسلاميات وفى الشعر،وفى الأدب،وفى التاريخ والاجتماع،وفىالترجمة ،وعن المرأة،وفى الفلسفة.
فالعقاد لم يكن شاعرا أوأديبا أو مفكرا فحسب،وانما كان جامعة
كبرى تفتح أبوبها للجميع،وكان عقلا موسوعيا ،كما كان فطرة
انسانية سلمت من لآفات وحباها الله بهذا النور الداخلى الذى
يسمونه الايمان،لقدكان قارئا عظيما قبل أن يكون كاتبا عظيما.
من أقواله:المال:لم أشعر قط بتعظيم انسان لأنه صاحب مال
ان لم يكن أهلا للتعظيم بغيرالمال.
الحرية:لست أدرى ماعسى ان تنسجه الأعوام المقبلة من سرابيل
المجد والفخار وليس فى مستوى ان أحلم بما سوف ينال من الفتوح والمغانم فى ميادين العقول و لكنى أدرى وأنا أنظر الى البحر المستقبل اللجى ان شاطئ الحياة لن تمسه نعمة أنفس.
ولا بركة أندر من الحرية .
الحياة:أتمنى أن أعيش مادمت أشتهى أن أعيش اما اذا فقدت
المجد ولذة القراءة والكتابة الى غير ذلك من اللذات فاننى أفقد
شهوة الحياة....
نال((العقاد)) جائزة الدولة التقديرية فى الأدب فى عام 1961م
ولحق بالرفيق الأعلى فى يوم 17فبراير1964م.
وظل((العقاد)) متفردا فى شخصه، مترفعا عاليا كالمنار،رحبا
كالأفق، قويا فى معاركه كالأسد.. يغيب جسده ولا يغيب اسمه،
ويظل خالدا لا يغيب لأنه صار جزء من مصر......