لا تزال الحضارة المصرية القديمة قادرة على اثارة الدهشة ، ولايزال العالم ينتظر الكثير لكشف اسرار هذه الحضارة فمنذ ايام قليلة عثرت بعثة اميركية في وادي الملوك في الاقصر (جنوب مصر) على اكبر كشف منذ 84 عاما على مومياوات قد تكون ملكية .
واعلن زاهى حواس الامين العام للمجلس الاعلى للاثار في مؤتمر صحفي عقده امام المقبرة التي عثر عليها على بعد خمسة امتار من مقبرة توت عنخ امون، ان ما يرجح ان تكون هذه المومياوات ملكية، ان الفراعنة استخدموا الوادي لدفن ملوكهم من الاسرتين الثامنة والتاسعة عشر ،واضاف انها ان لم تكن ملكية، فان هذه المومياوات ستكون لاشخاص مقربين جدا من الملك .
وأضاف حواس أن المومياوات ربما تكون لملوك أو ملكات أو أمراء من الاسرة رقم 18 أو ربما تكون لأشخاص نبلاء أو مقربين من الاسرة المالكة أو ربما تكون هذه المومياوات من مقابر أخرى تم إخفاؤها في هذا المكان بعيدا عن أعين اللصوص ، واوضح حواس أن الكشف الاثري الذي توصلت إليه بعثة جامعة ممفيس الأميركية بمنطقة وادي الملوك بمدينة الاقصر المصرية طرح كل الاحتمالات في تفسير شخوص المومياوت التي تم العثور عليها داخل توابيت خشبية مع عدد من الاواني الفخارية.
وتوقع حواس اكتشافات اخرى سيعلن عنها من داخل المقبرة. وكانت بعثة اميركية للتنقيب عن الاثار تابعة لجامعة ممفيس الاميركية، اعلنت الثلاثاء الماضي اكتشاف مقبرة تضم خمسة توابيت خشبية تعود للاسرة 18 من التاريخ المصري القديم. واكد حواس ان هذه المقبرة «هي الاولى التي يتم العثور عليها منذ عام 1922 اثر كشف المنقب عن الاثار البريطاني هيوراد كارتر عن مقبرة توت عنخ امون التي تحمل رقم 62. وبهذا الكشف الجديد يصبح عدد مقابر وادي الملوك 63 مقبرة .
واضاف حواس ان المقبرة هي الثانية في هذا الوادي التي يعثر فيها على اكثر من مومياء بعد مقبرة أمنحتب الثاني جد فرعون التوحيد اخناتون من الاسرة الثامنة عشر ، وعثر على مقبرة أمنحتب الثاني سنة 1898 وكان بئر الدفن فيها يضم 12 مومياء .
وكانت قد عثر على اول خبيئة تضم عددا كبيرا من المومياوات، خارج وادي الملوك في قرية القرنة على الشاطىء الغربي للاقصر. وضمت المقبرة اربعين مومياء ملكية عثر عليها سنة 1887 اثر قيام احد افراد اسرة عبد الرسول بالابلاغ عنها للجهات المختصة. ونقلت كل المومياوات التي عثر عليها في حينه الى المتحف المصري في العاصمة المصرية. وألهمت هذه الخبيئة المخرج شادي عبد السلام في اخراج وانتاج «المومياء»، احد اهم افلام السينما المصرية الذي نقل قصة الكشف.
وهذا هو القبر الثالث والستون الذي يتم اكتشافه في وادي الملوك منذ تم مسح المنطقة في القرن الثامن عشر للميلاد. وكان الاكتشاف مفاجئا للكثيرين حيث يسود الاعتقاد أن عصر الاكتشافات انتهى منذ 100 سنة .